قصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر

قصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر, نعمان عاشور, رواد المسرح الواقعي, مواليد مدينة ميت غمر , يحيى الفخراني, جوائز إقليمية, فرع دمياط, مجدي نجم, التنمية الثقافية, الكواليس, ميت غمر, ميت غمر الصفا للتكييف والتبريد, ميت غمر الان, ميت غمر فين, ميت غمر اليوم, ميت غمر 24, اخبار ميت غمر, حوادث دقادوس, ميت غمر كوبرى البراميل, ميت غمر طنطا, ميت غمر شارع الجيش, ميت غمر بنها, عائلات ميت غمر, ازاى اروح ميت غمر, ميت غمر 24, حوادث ميت غمر 2018, فنادق ميت غمر مصر, حوادث ميت غمر 2019, ميت غمر شارع الجيش, اماكن للخروج في ميت غمر,

قصر ثقافة نعمان عاشور بميت غمر

نعمان عاشور واحد من رواد المسرح الواقعي في مصر من مواليد مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية عام 1918 ورحل عام 1987 وأطلق اسمه على قصر الثقافة بمسقط رأسه تلك المدينة التي أنجبت عدداً من رواد العلم والفقه والأدب والفن على رأسهم الشيخ محمد متولي الشعراوي ومنهم الفنان يحيى الفخراني والعديد من الشعراء والكتاب والعلماء والرسامين والنحاتين والفنانين والإعلاميين ؛ الذين نالوا جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية وأيضاً جوائز إقليمية وعالمية على مستوى الوطن العربي والعالم.

وقد افتتح أول بيت للثقافة بمدينة ميت غمر في أواخر ستينيات القرن العشرين في بضع حجرات على شاطئ فرع دمياط كانت مخصصة للمقاومة الشعبية والتدريب العسكري ؛ واقتصر نشاطه على مكتبة متميزة نقلت إليه من بلدية المدينة واستكملت من وزارة الثقافة فيما بعد.

ويقول الشاعر والناقد مجدي نجم رئيس مجلس إدارة نادي الأدب بالقصر أن تطور الأنشطة وتنوعها بدأ مع نهاية السبعينيات وأوائل عقد الثمانينيات بإنشاء نادي الأدب بتشجيع من الكاتب المسرحي نعمان عاشور وبرئاسة الأديب والشاعر والسيناريست الراحل إدوريني سليمان ؛ وكان تجمعاً غير رسمي للشعراء والأدباء دون ميزانية ومارس نشاطه من خلال اشتراكات الأدباء أنفسهم واقتصر دور الثقافة في هذه المرحلة على توفير المكان للندوات ورعاية النشاط الأدبي من خلال مخصصات الأنشطة ؛ وفي عام 1993 تم إقامة مبنى من الألوميتال على شاطئ النيل نقلت إليه المكتبة ومكاتب الموظفين ؛ وبدأ تميز أنشطة القصر الذي سمي باسم نعمان عاشور بعد رحيله من خلال شريحة المسرح السنوية وإقامة المسابقات في الفنون التشكيلية ومسابقات وندوات نادي الأدب في الشعر والقصة والرواية والكتابة المسرحية والنقد الأدبي والنشر في الصحف والمجلات ؛ وأدى هذا النشاط إلى تسجيل نادي الأدب رسمياً في عام 1998 حيث تولى رئاسة مجلس إدارته الشاعر/ مجدي نجم حتى عام 2006 ثم عاد مرة أخرى لرئاسة النادي هذا العام.

وقد توج مثقفو مدينة ميت غمر كفاح عشرين عاما متصلة بتنفيذ صندوق التنمية الثقافية لمبنى جديد لقصر الثقافة عام 2013 واكتمل المبنى وبدأ العمل به ويحتوي على: مكتبة للطفل ؛ ومكتبة عامة وقاعة للندوات وقاعة للحاسب الآلي ؛ وشيد في المساحة الخلفية للمبنى مسرح مكشوف مازالت حجرات الكواليس والممثلين يجري العمل لاستكمالها.

وتقول السيدة/ أم محمد شادوف " اسمها هكذا " مديرة القصر إن المبنى الجديد شيء عظيم وثمرة كفاح طويل استغرق عشرين عاما ساعد فيها الإعلام الوطني مقروءا ومسموعا سواء في تخصيص الأرض أو إدراج في الموازنة أو حث للقائمين على صندوق التنمية الثقافية على توفير الاعتمادات المالية حتى تم بناء المبنى الجديد للقصر ، ولكنها تؤكد أن المبنى مازالت تنقصه تجهيزات هامة ؛ لم توضع بوضوح في كراسة الشروط والمواصفات ولخصت أهمها في بندين هما:

ستائر معدنية على مساحات النوافذ والحوائط الزجاجية الكبيرة للوقاية من أشعة الشمس المباشرة خاصة في أشهر الصيف – والثاني استكمال التجهيز الصوتي والمرئي لقاعة الندوات (أجهزة الإذاعة والتسجيل وكاميرات الفيديو وشاشات العرض) ؛ وأكد عزت دسوقي مشرف نادي الأدب وشريف اسكندر أخصائي النشاط بالقصر أن إنجازات القصر تتمثل في نادي الأدب الذي يعد من أشهر الأندية الأدبية على مستوى الجمهورية من خلال القيمة الأدبية والإبداعية لأعضائه العاملين والمنتسبين ؛ إن لم يكن أشهرها على الإطلاق كما تتمثل في شريحة المسرح التي تنفذها الثقافة كل عام من خلال فريق مسرحي متمكن من هواة التمثيل يملك عناصر متميزة من الممثلين والممثلات ومهندسو الديكور والإضاءة والمساعدين والمخرجين والإداريين ولكن المشكلة تكمن في أن المسرحين المتوفرين للعرض بالمدينة وأكبرهما يقع في مبنى مجلس المدينة ؛ والثاني يتبع وزارة الشباب ويقع في مبنى مركز الشباب والاثنان في حالة يرثى لها ويحتاج كل منهما إلى مبالغ طائلة لاستكمال تجهيزاتها في خشبة المسرح ذاتها وفي صالة العرض ؛ ولكن كما تقول مديرة القصر " الشاطرة تغزل برجل حمار " ، فالمخرج والفنيون يحاولون بوسائل تتسم بالإبداع التغلب على عوامل النقص وتقديم عروض مقبولة في حدود الإمكانات المتاحة ؛ والمسرح المكشوف الملحق بالمبنى الجديد ؛ سوف يعاني أيضاً من عوامل نقص مختلفة ؛ ولكن نشاط المسرح بالقصر يقدم عروضا جيدة وتحصل على جوائز رغم القصور الكبير في الإمكانات.

والمجال الثالث الذي يؤدي فيه قصر الثقافة إنجازات واضحة هو نشاط المكتبات الثلاث بالقصر المكتبة القديمة بموسوعاتها وكتبها التي يتسم بعضها بالندرة ومكتبة الطفل والمكتبة العامة الجديدة وتحتوي المكتبات الثلاث على قرابة الخمسين ألف كتاب ؛ وتتيح للباحثين وطلاب الدراسات العليا الإطلاع على المراجع المتاحة لأبحاثهم كما تتواصل مكتبة الطفل مع المدارس الابتدائية التي تنظم زيارات للقصر وكذلك المدارس الإعدادية والثانوية وطلاب كلية التربية النوعية وكليات فرع جامعة الأزهر بتفهنا الأشراف " إحدى القرى التابعة للمدينة " ؛ ويتم من خلال هذه الزيارات للمكتبات الثلاث تنفيذ بعض المحاضرات والندوات واكتشاف المواهب الأدبية والفنية وربطها بأنشطة القصر الأخرى ( نادي الأدب – الفنون التشكيلية – التمثيل والعزف والغناء ) ؛ وآخر المجالات التي حقق فيها القصر نشاطا واضحاً هو مجال الفن التشكيلي " التصوير والنحت حيث يقوم القصر برعاية وتشجيع الفنانين في هذا المجال وإقامة المسابقات والمعارض الدورية خاصة أن المشرفين على هذا المجال من خريجي كليات الفنون وأقسام التربية الفنية بكليات التربية النوعية ؛ وكان المدير السابق للقصر فنانا تشكيليا مرموقا هو الفنان د/ عاطف خاطر وليس معنى ما سبق أن هذا الصرح الثقافي لا يعاني من مشكلات وسلبيات ورد بعضها على لسان مديرة القصر وبعضها على لسان المشرفين على النشاط المسرحي ؛ ولكن هناك أيضاً سلبيات خطيرة ومؤثرة تتمثل في النظام المالي وكيفية صرف مخصصات الأنشطة المختلفة ؛ وهو نظام تختص به وزارة الثقافة دون غيرها من وزارات الخدمات في مصر ؛ فليس لأي قصر أو بيت ثقافة ميزانية للصرف على برامجه وأنشطتة فكل الميزانيات تتوقف في الإقليم الثقافي الذي يشرف مالياً وإداريا على فروع الهيئة العامة لقصور الثقافة في عدة محافظات مثلا إقليم شرق الدلتا الثقافي تتبعه الفروع الثقافية لمحافظات الدقهلية والشرقية ودمياط وكفر الشيخ ؛ ولابد للبيوت والقصور التابعة لكل فرع أن ترسل برامج أنشطتها مسبقا إلى الإقليم الذي يتحكم مركزياً في صرف التمويل المالي مما يسبب مشكلات عديدة في تنفيذ الأنشطة إذ لا يملك القصر أو بيت الثقافة أو حتى الفرع الثقافي بالمحافظة حسابا ماليا مستقلاً يصرف منه على الأنشطة ؛ مما يدفع بعض القائمين على تنفيذ الأنشطة للإنفاق عليها بجهودهم الشخصية " مثل نادي الأدب هنا مثلاً 

" أو تأجيل النشاط عن موعده حتى ترد الميزانيات من الإقليم ؛ ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى إلغاء النشاط وهو نظام ينبغي إلغاؤه وتخصيص ميزانية محددة لأنشطة كل موقع يكون الصرف منها بواسطة مدير الموقع ومشرفي النشاط حسب القوانين المالية كما يحدث في كل مؤسسات الدولة ؛ وإلغاء هذه المركزية المعوقة للانطلاق والإبداع.

ولعل الدور الرائد الذي يقوم به نادي الأدب بقصر ثقافة نعمان عاشور وقدرته من خلال شهرته كأحد أكبر أندية الأدب تأثيراً في الساحة الأدبية بمبدعية المتميزين والمجموعة الضخمة من الكتب والبحوث والدراسات والدواوين الشعرية والمجموعات القصصية والروايات والمسرحيات التي قاموا بطبعها ونشرها عن طريق دور النشر ومولوا معظمها بجهودهم الذاتية والقليل منها نشرته لهم الهيئة العامة لقصور الثقافة ؛ ويقود هذا النشاط مجموعة من الأدباء تمثل هوية عدة أجيال.

فجيل الرواد الأساتذة المتمثل في الشاعر والناقد مجدي نجم والأديب أبو العينين شرف الدين والشاعر سعد زغلول والشاعر عبد العال عبد الرحيم يشارك جيلا تاليا من الأدباء المتميزين الذين حصدوا الكثير من الجوائز المحلية والإقليمية متمثلاً في القاص صلاح هلال والقاص حسام المقدم والشاعر مختار هلال والشعراء محمد سلام وعاصم المراكبي ويليهم جيل ثالث يضم عددا كبيراً يتجاوز المائة مبدع ما بين شعراء فصحى وشعراء عامية وقاصين وروائيين وكتاب مسرح ونقاد ؛ ويستضيف النادي في ندواته الأسبوعية أساتذة الجامعات المتخصصين في الأدب والنقد وكبار الأدباء والشعراء والكتاب كما يتبادل الزيارات مع أندية الأدب الأخرى وينظم المهرجانات الشعرية والثقافية والمسابقات في مختلف فنون الأدب والمؤتمرات ويشارك ممثلين له في مؤتمرات ومهرجانات ومسابقات المؤسسات المشابهة.

وللشاعر مجدي نجم رئيس مجلس إدارة نادي الأدب مقولة شهيرة عن رأيه في زملائه وأبنائه من مبدعي النادي فهو يقول: إن أي مجموعة عشوائية بدون انتقاء من مبدعي النادي سوف تثبت تفوقها وتميزها في أي محفل ثقافي في أي مكان في مصر.

إن هذا الصرح الثقافي في مدينة إقليمية صغيرة يثبت أن الإبداع الأصيل يعطي ثماره حتى وإن غابت عنه أضواء العواصم. 

نقدر نتابع أنشطة قصر الثقافة من خلال صفحة الفيس بوك