المهندس محمد كمال اسماعيل صاحب مشروع توسعة الحرمين الموسوعة التي ألفها كمال إسماعيل عن تاريخ بناء المساجد في مصر تدخل إلي الديوان الملكي في السعودية, و عندما أثارت إعجاب الملك فهد أصدر قراره بتكليف هذا المهندس المصري بتولي مسئولية إعادة إعمار و توسعة الحرمين المكي و النبوي.
المهندس محمد كمال اسماعيل
شخصيات غمراوية عباقرة ميت غمر من اعلام ميت غمر ... واعتقد ان كثير من ابناء ميت غمر لا يعرفوا هذا الرجل حتي لا تنسي ميت غمر ابنائها نتكلم اليوم عن المهندس المصري محمد كمال اسماعيل. قبل ظهور الإسلام كانت هناك سيدة تقوم بالطواف حول الكعبة حاملة مبخرة كبيرة, فكان أن سقطت إحدي الجمرات فأمسكت النار في كسوة الكعبة فأصابها دمار عظيم, ثم هجم السيل وكانت الكعبة علي حالتها هذه لا تتحمل قوته فتهدمت. عندما بدأت قريش تعيد بناءها اكتشفت أن ما ينقصهم بشدة الأخشاب. في الوقت نفسه وصل خبر يقول إن سفينة رومانية محملة بشحنة من الأخشاب قد جنحت أمام جدة, و عرفوا أن صاحبها يريد أن يتخلص من هذه الحمولة, فسافر إلي هناك وفد من شباب قريش و رجعوا بالأخشاب و بنجار مصري اسمه باخوم كان علي السفينة و تشاءم من الرجوع بحرا. فقد شارك( باخوم المصري) في البناء و استفادوا بخبرته في النجارة و الهندسة, أثناء البناء اقترح عليهم باخوم عمل سقف للكعبة ليحميها من المطر و اقترح رفع باب الكعبة عن الأرض عدة درجات حتي لا تدخل إليها مياه السيول, استحسنت قريش الكلام فكان ما اقترحه,وعاش بعدها( باخوم المصري) يبني و يشيد منازل أهل مكة حتي مات, ربما كانت هذه القصة حاضرة بعد مئات السنين لحظة المفاضلة بين مهندسين من جنسيات مختلفة لإختيار من يقوم بأعمال إعادة إعمار و توسعة الحرم المكي, فجعلت كفة مصر ترجح فتم اختيار مهندس مصري إسمه( محمد كمال إسماعيل) ليقوم بالمهمة.
مولده ونشأته:-
في مدينة ميت غمر الدقهلية وفي الخامس عشر من سبتمبر عام 1908، ولد محمد كمال إسماعيل، حيث درس في مدرسة المدينة الابتدائية مبدياً تفوقاً ونبوغاً لافتا للأنظار. بعدها انتقلت أسرته إلي مدينة الإسكندرية ليضعوا ترحالهم بها وليزداد إحساسه بالجمال فيها, حيث يعد الدكتور محمد كمال إسماعيل، أحد أشهر المهندسين المعماريين المصريين, من مواليد1908, وحصل علي دكتوراه الهندسة من جامعة السوربون عام1933، ومن أشهر إنجازاته تصميم وتنفيذ توسعات الحرمين المكي والنبوي بالسعودية، ومسجد صلاح الدين بالمنيل، ومجمع التحرير، ودار القضاء العالي. هذا الرجل العبقرى العظيم الذى شرفت يداه بتصميم توسعة الحرمين الشريفين، انه شيخ المعماريين ،وأستاذ الأجيال، وأبو العمارة الإسلامية، هكذا يلقب، إن هذا الرجل عاش حياته كلها خادما لله ورسوله فقد قضى ما يقرب من ثلاثين عاما فى التصميم والتنفيذ للحرمين الشريفين التي أمر بها خادم الحرمين الملك فهد -طيب الله ثراه- وشهد عهده أكبر توسعة للحرمين في تاريخ الإسلام، وعلى امتداد 14 قرنا. وأى شرف بعد هذا !! , فهذا الجمال والبهاء، الذى تجده وتراه عندما تزور الحرمين الشريفين، من خلاصة إبداعه ونتاج عقله، هذا التصميم الرائع الفريد الذى أبهر عمالقة المعماريين فى جميع أنحاء العالم حتى شهدوا له بالإبداع، هو من وحى فكر هذا العبقرى، ليس التصميم فقط وإنما كل ما رأته عيناك داخل الحرمين حتى الإضاءة والتكييف والنقوشات والزخارف والمظلات والأرضيات، كلها من صميم الإبداع الخاص للدكتور محمد كمال إسماعيل .
إختيار المهندس محمد كمال اسماعيل لمشروع توسعة الحرمين
في بداية الثمانينات كانت هناك نسخة من الموسوعة التي ألفها كمال إسماعيل عن تاريخ بناء المساجد في مصر تدخل إلي الديوان الملكي في السعودية, و عندما أثارت إعجاب الملك فهد أصدر قراره بتكليف هذا المهندس المصري بتولي مسئولية إعادة إعمار و توسعة الحرمين المكي و النبوي.
كان يشغله قبل المساحات أن تتم تغذيتها بنور وهواء طبيعيين, وأن يطبق في المكان أبرز أفكار معمار المساجد القديمة ( فكرة الحوش), فاخترع القباب المتحركة و المظلات الأوتوماتيكية القائمة علي اعمدة عالية و التي تحتضن مئات الآلاف في صحن المكان, تغلب علي صعوبة زرع أساسات تتحمل مآذن لا يقل طول الواحدة عن105 أمتار بفكر أدهش العاملين, و عندما لاحظ شكوي العاملين من سخونة الأرض قال: فما بال الحجاج؟, اليوم يتعجب الحجاج من برودة الرخام الذي يسعون فوقه, كان كمال إسماعيل قد فتش حتي وجد نوعا من الرخام اليوناني( تاسوس) يمتص الرطوبة ليلا عبر مسام دقيقة ثم يقوم في النهار بإخراج ما امتصه ليلا, و كان السائد أن يكون سمك طبقة البلاط فوق أي أرض سنتيمترا واحدا لكن كمال اسماعيل قام بوضعه بسمك5 سنتيمترات, و بحثا عن جماليات اللون فكر في حرق الجرانيت ليمنحه لونا به مسحة روحانية مضيئة حيرت كثيرين, اجتهد كثيرا في إذابة الفارق بين التوسعات الجديدة و آخر توسعات حدثت قبل خمسين عاما فلا تشعر في هذا المكان المقدس بأي نشاز هندسي أو بصري,تكييفات و مظلات و قباب وواجهات و أرضيات و جراج تحت الأرض و توسعة قدرها(50 ألف ألف متر مربع في الحرم المكي) و في الحرم النبوي أضيف إلي مساحة المسجد95 ألف متر مكعب, بحيث أصبحت مساحة المسجد بعد توسعته تعادل مساحة المدينة المنورة كلها في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام, ثلاثة عشر عاما من العمل المتواصل بميزانية تخطت18 مليار دولار, عاد بعدها كمال إسماعيل إلي مصر يحمل جائزة الملك فهد للعمارة, وهو يتوقع أن يحتفي به بلده, لكن أحدا لم يهتم.
لقاء نادر مع المهندس/ محمد كمال اسماعيل
الذي صمم توسعة الحرمين الشريفين
الجزء الأول
في لقاء تليفزيوني نادر ووحيد قال كمال إسماعيل برقة بالغة عن توسعة الحرمين:
لا يجرؤ رجل ذو قلب علي الاقتراب من مشروع من هذا النوع.
لا يجرؤ رجل ذو قلب علي الاقتراب من مشروع من هذا النوع.
الجزء الثاني
لقاء تليفزيوني نادر ووحيد مع محمد كمال إسماعيل
الجزء الثالث
حيث أن الملك فهد بن عبد العزيز هو الذي اختار الدكتور المهندس/ محمد كمال إسماعيل لهذا العمل الجليل، بعد أن اطلع على مجموعة المجلدات النادرة التي أصدرها قبل 60 عاما تحت عنوان "موسوعة مساجد مصر" وهي المجلدات التي طُبعت في أوروبا في الأربعينيات مرات عدة، ونفدت بعد ذلك فلم يعد لها وجود إلا في مكتبات الجامعات ومراكز الأبحاث, وكان أصغر من حصل على الثانوية في تاريخ مصر، وأصغر من دخل مدرسة الهندسة الملكية الأولى، وأصغر من تخرج فيها، وأصغر من تم إبتعاثه إلى أوروبا للحصول على ثلاث شهادات للدكتوراه في العمارة الإسلامية. كما انه أول مهندس مصري يحل محل المهندسين الأجانب في مصر، وكان أيضا أصغر من حصل على وشاح النيل ورتبة البكوية من الملك.
بعثته لفرنسا
كان عدد طلاب مدرسة الهندسة الملكية7 طلاب, لفت( كمال اسماعيل) نظر أساتذته الأجانب فتم إرساله في بعثة إلي فرنسا عاد منها يحمل الدكتوراة في( العمارة الإسلامية), ثم تسلم عمله مع نهاية الثلاثينيات في مصلحة المباني الأميرية, وهي التي كانت مسئولة عن بناء المصالح الحكومية, ومع نهاية الأربعينيات كان قد أصبح مديرا للمصلحة الأمر الذي يعني أن لا شيء سيقف في طريق حلمه بتصميم مبني أشبه بمقر فرعي للدولة يضم معظم المصالح الحكومية, حدد له تكلفة مليون و مئتا ألف جنيه و صممه علي هيئة مقدمة سفينة و أطلق عليه لاحقا اسم( مجمع التحرير). ثم تحول المبني بعد ذلك إلي معلم جغرافي( حدد موقع و شكل المجمع كمركز ثقل في المكان ملامح ميدان التحرير و الشوارع المحيطة), ومعلم هندسي( بخلاف الإرتفاع و عدد الحجرات بناه علي شكل قوس وجعل له فناء داخليا كالقصور القديمة التي تتميز بها العمارة الإسلامية), و معلم اجتماعي( منذ الخمسينيات و حتي يومنا هذا يندر أن تجد عائلة مصرية لم يتردد شخص واحد منها علي المكان لقضاء مصلحة ما).
عندما تم افتتاح المجمع عام1951 كان تحفة يحكي عنها الكاتب أحمد فرهود قائلا (اعتبر العمل في المجمع نوعا من الوجاهة الاجتماعية, المنخرط فيه لابد أن يكون متأنقا, ذلك أنه ذاهب إلي مكان شديد الاحترام, وسيجلس إلي مكتب في غرفة مستقلة, معه زميل أو زميلان علي الأكثر, وإذا طلب شايا أو قهوة فإن النادل سيقدم له المطلوب وهو يرتدي جاكته بيضاء وبنطالا أسود, عمال النظافة لا يتوقفون عن العمل, والسعاة يرتدون بزات صفراء, ودورات المياه, شأنها شأن الممرات, بالغة النظافة, مما يدفع المرء للتصرف بتحضر).
إنشاء دار القضاء العالي
علي هامش هذا المبني الذي أصبح راسخا في وجدان المصريين, كان كمال إسماعيل يصمم مباني مشابهة ستحتل المكانة نفسها, الأمر الذي جعل الملك فاروق يمنحه( البكوية) مع نهاية الأربعينيات, بعد إلغاء( القضاء المختلط) تم التفكير في إنشاء بيت للقضاء المصري يمكن اعتباره رمزا له قام كمال إسماعيل بتصميم( دار القضاء العالي) معتمدا علي فلسفة هيبة القضاء في المساحات و الأعمدة و المداخل, ثم قام بتصميم مبني( مصلحة التليفونات). علي هامش المباني التي شكلت ملامح مصر الحديثة إداريا, كان كمال إسماعيل مشغولا بغرامه الأول( العمارة الإسلامية), فقام بتأليف( موسوعة مساجد مصر), وهو العمل الذي اهتم به العالم كله و قام بترجمته و طباعته أكثر من مرة, دولة واحدة لم تهتم بالأمر( مصر), فاختفي الكتاب وإن ظلت نسخ قليلة منه باقية في مراكز الأبحاث, كان يفتش عن فرصة واحدة يطبق فيها ما تعلمه من البحث في فنون بناء المساجد في مصر, إلي أن عثر علي اثنتين, فصمم مسجد( صلاح الدين المنيل), ثم قام بتصميم و بناء تحفته التي ارتبط بها المصريون روحانيا( مسجد المرسي أبي العباس الإسكندرية), وأيضاً صاحب أفكار عدة جديدة أهمها المظلات التي تغطي المساحات الحالية (الصحن) في المسجد النبوي. والمهندس كمال إسماعيل من مواليد 13 سبتمبر 1908، وفى فترة ما قبل 1952 شغل مدير مصلحة المباني الحكومية ومن خلال منصبه تولى بناء مجمع ميدان التحرير ومصلحة التليفونات ودار القضاء العالي.الألقاب والجوائز
- حصل علي «البكوية» من الملك فاروق عن دراسة في4 مجلدات تناولت مساجد مصر .- منح جائزة الملك فهد للعمارة الاسلامية اعترافا بجهوده في أعمال الحرمين.
وفاة المهندس محمد كمال اسماعيل
أخلص كمال إسماعيل لما يتقنه, نسي الزواج ثم تذكره و هو يودع أربعينياته, أنجب ولدا واحدا, ثم رحلت زوجته ليعود وحيدا بعد أن تجاوز الثمانين, ثم زادات عزلته بعد أن رحل غالبية أصدقائه, ثم رحل في سن الخامسة و التسعين وسط جهل لا تجاهل- إعلامي و لم يشيعه و يرثيه سوي محبيه و بعض من تلاميذه الذين يعرفون قيمته. وهل تعلم ان المهندس محمد كمال اسماعيل توفي 2 أغسطس عام 2008 عن عمر يناهز 90 عاماً ولم نسمع بخبر وفاته في اي وسيلة اعلام رسمية ولم يصلي عليه سوى صفين من المصلين كانوا أقاربه أو اقرب تلامذته ؟! ألا يستحق هذا الرجل ان يطلق اسمه علي احد شوارع ميت غمر
* قصته مع رخام أرضية الحرمين الشريفين :
هذا العبقري له قصه رائعه مع رخام الحرم
حيث أنه أراد وضع رخام في أرضية الحرم للطائفين
* أن هذا النوع من الرخام الذي يدعى تاسوس
لا يوجد إلا في اليونان
* وهذا البلاط تاسوس من خاصيته
أنه في الليل يمتص الرطوبة عبر مسام دقيقة
وفي النهار يقوم بإخراج ما امتصه في الليل
مما يجعله دائم البرودة في عز الحر
وقد تم وضع قطع بسمك 5 سنتمتر لزيادة امتصاص الرطوبة
وجعله أكثر برودة في لهيب الحر
أما ما شاع بأن هناك مواسير مياه باردة تحت الساحة
فهو لا أساس له من الصحة
* كان هذا الرخام موجود في جبل صغير باليونان
ذهب لليونان وتعاقد علي شراء الكميه الكافيه للحرم
وكانت نصف الكميه الموجوده تماما
تعاقد وعاد وجاء الرخام الأبيض
وتم فعلا وضع الرخام في كل أرضية الحرم المكي
* تمر السنوات وبعد خمسة عشر عاما
تطلب الحكومه السعوديه منه وضع نفس نوع الرخام
في الحرم النبوي بالمدينه
يقول المهندس محمد كمال : عندما طلب مني مكتب الملك
تغطية الحرم النبوي خفت جدا
فلا يوجد علي الأرض برحابتها من هذا النوع من الرخام
إلا في منطقه صغيره باليونان
وأنا إشتريت نصف الكميه وهي كميه بسيطه جدا
قال : ذهبت لنفس الشركه باليونان
وطلبت مقابلة رئيس مجلس إدارتها
وسألته عن الكميه المتبقيه
فقال لي لقد تم بيعها بعدك مباشرة .. يقول :
حزنت كما لم أحزن في حياتي ،
حتي أني لم أشرب قهوتي وغادرت المكتب
وحجزت علي طيارة اليوم التالي للعوده
عندما خرجت من مكتب رئيس الشركه
وجدت السكرتيره فسألتها ولا أعلم لماذا :
من إشتري الكميه المتبقيه ؟
قالت لي : هذا أمر مر عليه سنوات طويله ويصعب الرجوع للمشتري
قلت لها : مازال أمامي يوم في اليونان
أرجوكي إبحثي وهذا رقم تليفون فندقي
تركت الرقم وذهبت وأنا حزين
يقول : بعدما خرجت سألت نفسي :
لماذا تريد معرفة من إشتري ؟
يقول المهندس العبقري قلت لنفسي : لعل الله يحدث أمرا
في اليوم التالي وقبل ساعات قليله من ذهابي للمطار
وجدت السكرتيره تتصل بي وتقول :
تعال إلي الشركه فعندنا عنوان المشتري
ذهبت متباطئا متسائلا : ماذا أفعل بعنوان من إشتري
كان عندي بعض الساعات المتبقيه علي السفر
فذهبت مره أخري للشركه وقابلت السكرتيره
فأعطتني عنوان الشركه التي إشترت الرخام
يقول الدكتور المهندس :
خفق قلبي بشده عندما وجدت المشتري شركه سعوديه.
طرت مباشرة إلي السعوديه
ثم من المطار إلي الشركه التي إشترت الرخام
ودخلت علي رئيس مجلس إدارتها وسألته :
ماذا فعل بالرخام الذي إشتراه منذ سنوات من اليونان ؟؟
قال : لا أذكر
إتصل بالمخازن وسألهم عن الرخام الأبيض اليوناني
فقالوا له : كل الكميه موجوده كما هي
يقول المهندس محمد كمال : بكيت كالطفل
وسألني صاحب الشركه : لماذا تبكي.؟؟؟
حكيت له القصه كامله
وقلت له هنا شيك علي بياض إكتب المبلغ الذي تريده
قال : والله الذي لا إله إلا هو
صاحب الشركه عندما علم أن الرخام للحرم النبوي قال :
لا أخذ درهما واحدا
الرخام كله في سبيل الله
وإنما أنساني الله الرخام وجعلني أشتريه
ليكون هنا لهذه المهمه
فسبحان الله الذي خلق هذا الجبل
* هذه هي قصة المهندس المعماري العبقري الدكتور/ محمد كمال إسماعيل مع رخام أرضية الحرمين الشريفين .
* رحم الله المهندس محمد كمال إسماعيل
وأسكنه فسيح جناته
موضوعات مشابهة:-
COMMENTS